حماية الضعيف، أم شريعة الغاب؟

بقلم شربل الشعار

عندما كنت ازور، صديقي الكاهن المريض الأب نوربة جيكنك، في مدينة تورنتو كندا، انتظرت بعض الدقائق في احد الحدائق، عندها اقتربت مني مجموعة من ألوز، بدأت ارمي لهم بعض التفافية من الخبز، ولاحظت أن ألوزة القوية هي التي تقدر أن تأكل إما الضعيفة، تبقى خائفة وترجع إلى الوراء، ورحت ارمي للضعيفة قطع من الخبز فالتف حولي أكثر من 35 وزه ، حتّى انتهيت من الرغيف كله. ونلاحظ هنا أن شريعة الغاب وشريعة الحيوان هي أن القوي يتسلط على الضعيف. وبعض أصناف من الحيوانات تقتل غير أصناف للحافظ على بقائها، مثلاً الأسد يقتل الخروف والغزال ليبقى على قيد الحياة. هذه هي الطبيعة الحيوانية وشريعتها تسمّى شريعة الغاب.

 

لكن الطبيعة الإنسانية شريعتها ليست من المفترض أن تكون القوي يسيطر على ويقتل الضعيف، بل أن يكون عدل وسلام في العالم، لان كل إنسان يمر في مرحلة ضعف، خصوصاً في بداية ونهاية الحياة وعند المرض المستعصي والإعاقة الجسدية والعقلية.

 الجنين ضعيف في طبيعته، وبحاجة إلى رحمة، وأحشاء أمه نسميها رحم من كلمة رحمة، لهذا السبب هو بحاجة إلى حماية أمه روحياً وجسدياً من الوحوش وأمه أيضا بحاجة لهذه الحماية. والعجوز والمعوّق والذي عنده مرض مستعصي والمشرف على الموت هو ضعيف أيضاً. وأيضاً يجب حمايته من الذين يرفضون وجوده بينهم. وهنا وجود القوانين المحلية لحمايتهم جميعاً من الأقوياء جسدياً خصوصاً الأطفال في الأحشاء. ولكن عندما تسحب الحماية عن هؤلاء الضعفاء يتحول المجتمع إلى مجتمع تسود فيه شريعة الغاب وليست شريعة الله. التي من احد وصاياها وصية لا تقتل. لا تقتل هي لحماية الضعيف.   

مع إلغاء القوانين التي تحمي الحياة في بدايتها ومرحلة نهايتها في الغرب، والسعي إلى تفشي هذا المرض إلى جميع إنحاء العالم بواسطة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، نلاحظ أن الهدف هو أيضا سيطرة فريق صغير من ما يسمّى أنفسهم أقوياء على الضعفاء في المجتمع، أي الأغنياء على الفقراء، ونرى في أماكن من شريعة الغاب أنها أجمل من شريعة الإنسان، لان الحيوان حتّى الحيوانات المتوحش، في غريزته يحمي صغاره، أكثر من الإنسان الذي يقتل أطفاله بالإجهاض. ويريد اليوم التخلص من العجوز والمريض المستعصي والمعوّق جسدي وعقلياً لتخفيف العبء على الضمان الصحّي ووزارات الصحّة.

أذكر عندما بدأت أرسل رسائل عن قدسية الحياة عبر الإنترنت، أرسلت رسالة عن قدسية الحياة إلى أحد الأطباء اللبنانيين في فرنسا، الذي جاوبني أنه مع ما يسمّى القتل الرحيم، وانه لا يحب أن يرى أخته في حفرة تتعذب إذا كان عندها مرض ميئس منه. فجاوبته يومها: أيها الطبيب أحب أن أقول لك: عندما ترى أختك في خندق تتعذب لا تطمرها وهي حيّة. بل تعطيها يدك وتنتشلها من الحفرة. وتساعدها من طعام وغذاء ودواء كي لا تموت.

حماية الضعيف خارج الرحم

هذه المجموعة من الناس تشمل: المعاق جسدياً وعقلياً، طفل كان ام بالغ في العمر. والإنسان الذي عنده مرض ميؤس منه، أو عنده مرض مميت، والعجوز، والمشرفين على الموت. هؤلاء الضعفاء يحاول الأقوياء مادياً وجسدياً في المجتمع بالتخلّص منهم بالتشريعات وأيضاً يتم قتلهم بالسرّ رغم أن القانون لا يسمح بهذه الجرائم الخبيثة. يجب الانتباه وافضاح هذه الشرور في مجتمعنا. وأيضاً يجب حماية هؤلاء الضعفاء في المجتمع.

هذا واجبنا جميعاً يا أخوتي أن ننتشل وندافع عن الضعيف في مجتمعاتنا التي نعيش فيها. بالطرق السلمية والقانونية السياسية.

 اطلب منكم يا إخوتي وأخواتي، بشفاعة القديس شربل وصلوات أمنا العذراء أم وسيدة الطريق، أن تمدوا يد المساعدة إلى الضعفاء بينكم، خصوصاً النساء الحوامل وتساعدوهنّ بأي وسيلة متوافرة عندكم مهما كانت هذه الوسيلة أفعلوا شيء ولو كان بسيط، صلاة ، دعم مادي وروحي وأول شيء المحبّة التي تستر العيوب وتحمي الحياة. ولا تنسوا العجوز والمريض المستعصي والمعوّق جسدياً وعقلياً. الذين يتم التخلّص منهم بالسرّ في بعض المستشفيات لأنهم فقراء. أن نراقب وندافع عن حقهم بالحياة لأنهم أيضاً بحاجة لنا. فكونوا === في الدفاع عن قدسية الحياة البشرية. لان الحياة ليست ملعبه أو شيء تنسلي فيه. الحياة مقدسة ويجب حمايتها من الأشرار.  

شربل الشعار

جميع الحقوق محفوظة  للناشر. 2007


 مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page  
E-mail us:
info@lilhayat.com