lilhayat.com  |    BlogTO go Back to home page click here للعودة إلى الصفحة الرئيسية اضغط هنا  Facebook|  Youtube
الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |
القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك | الأسقف الراعي |

 

ثقل اليأس

 

بدأ أيّــار...تفتّحت الورود في كل مكان في الجوار....

رائحة الربيع غمرتني بالسرور فرِحتُ...بدأت أركض بخفّة مع أطفالي....

عند الطريق رأيتهم..كلّهم يتراكضون...

يصيحون...’طفلٌ...لا..شابّ في الخامسة عشر...رمى بنفسه في الطريق...كره الحياة...تعب من الحياة...تألّم..حزنَ..أخذ مخدّراً .. بكى.. يئس‘....

وقفتُ مكاني...أدرتُ وجوه أولادي...لففتهم بردائي....

قلتُ..’ لنُصلِّ!‘...

آهٍ ما أصعبها...أمٌّ ستسمع خبراً: طفلها قد رمى بنفسه من يأسه.. آهٍ من تمزّق القلب...لو صمتتْ الألحان...لو توقّفتْ الشمس... لو يعود الزمن للحظات، لصار مجالٌ للحديث...

دموع تحرق وجهي...لا أعرفك أيّها الفتى...لا أدري ما هو اسمك...لكن الرب يعرف....

حزني عليك كبير..ستترك الظلم هنا...وأين تريد أن تذهب.. مع يأسك إلى أين تذهب؟... أين تنشد الراحة.. أين تنشد الحياة؟!... ما بالك لم تتركْ مجالاً للحديث...

دقائق معدودة..لو عرفتك قبلها، لقلت لك كم أنت غالٍ...مهمّ...فريد. لا يوجد من يحمل اسمك أمام الحقّ غيرك.. لو أعطيتَني فرصة، لأخبرتك كم من الآلاف يحملون اسمك.. لكنه يقصدك أنت...أنت وحدك أيّها الفتى...

آهٍ لو تركت لي فرصة كي أُخبرك أني أُحبّك...أحبّ شبابك ..أحلم أن أرى أطفالي مثلك... فكيف تيأس؟..كيف تترك..كيف تسقط الآن؟!....ومثلك عطِشٌ للحبّ..لجمر الحبّ الذي يلتهب ..ومثلك عاشق للحياة..لعمق الحياة... عيونك تسبق الزمن.. ترقب النور...

أنا لديّ هذه كلها...خبر حلو... أنه لنا مسيح...حبّ وحياة ونور ... هو حيّ في داخلك وداخلي.. لكني تأخّرت...وكل من مثلي قد تأخّروا...وآلاف مثلك قد يئسوا....

آهٍ من دموعي لا تفيدني...

ركضت إليه..والكل بدأ يتراجع ...هي النهاية.. قالوا ’ليس عنده فرصة...لقد فقد الفرصة...نزف كثيراً...دمه سال على الطريق.. ليس معه اسم ولا عنوان.. اقترب من النسيان...

عندها..صرختُ إليك...أنت يا من أعطيتني وأعطيت كل أُمّ أن ترى طفلاً...انظرْ الآن أيَّ قلبٍ صار لي..أنا من لا أعرفه ...فأي قلبٍ هو لأم قد حملتْه.. اطّلعْ من السماء وانظرْ... وارعَ فتىً أنت أعطيتَه اسماً ووجود...لا تتجاهل الآن عن طلبتي...

كلّ من له الحياة يصرخ معي... هو فتىً قد يئس...لكنك الأمل أنت....

عندها وصل الإسعاف...

ذهبتُ معه...جلستُ بجواره..

في الطريق صلّيتُ... رأيته مربوطاً بأربطة كثيرة... وأنت سُمّرتَ على الصليب... لا يقوى على الحراك؛ كل حركة تزيد ألمه...وأنت لم تقوَ على الحراك... هو يعيش الألم..اسمحْ له أن يُشارككَ الألم .. أعطِهِ فرصة...أعطِهِ أمل.. أعطِهِ ولادة جديدة....

أجبتَني في أعماقي...’ صلّوا كي لا يخسرني اليائسون!.. شجّعوهم.. مدّوا لهم الأيادي.. لا تتركوهم ضحايا لليأس... أحبّائي ما زالوا صغاراً... علّموهم أني الأمل الذي لا يموت.. أنا الحبّ الذي لا يُكسَر.. أنا الرحمة التي لا تنتهي.. ازرعوا فيهم رجائي.. أنا الرجاء الذي لا يُهزَم.. أنا القيامة من اليأس....‘

أسمع صوتك يا إلهي.. وأرقب نبضه.. لقد بدأ يرتفع...

آهٍ ما أحلاها من بداية.. بدأ الأمل مع كلماتك... بدأ في محبّتك...

هو لم يعرفني.. ولم يُدركْ أني طلبت من أجله... أُمّه ستعرف أنها أُعطيَتْ طفلاً من جديد.. ولادة من اليأس...نهوض بعد ركوع... لا تركعْ يا صغيري تحت ثقل يأسك.. إركعْ تحت ثقل ألمك تحت الصليب.. وقُمْ شامخ الرأس.. خفيف الحِمل.. فرِح العينين...

وبعد شهور... مرّ بجانبي مع أُمّه... رمقني بعيونه.. توقّفتْ عيوننا للحظة... ربما عرفني ..لا..لا بدّ أن عيوني هي التي عرفَته..وقالت...’ عِشْ يا فتاي ..إكبرْ بالأمل..واعرفْ أنه بدونه لا أمل...‘

لكنه ابتسم لي... ومضى...

وعدتُ أنا لأركض مع أطفالي في الطريق.........

 

مع محبّتي

عندليب ضاحي – المبارك

scfl_2000@yahoo.com


حركة مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com