الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | أرشيف الأخبار| الإجهاض | كيف أعيش سرّ التوبة ؟| اليوثانيجيا | الطلاق| تراتيل| العفة|الخلايا الجذعية نقاط التكلّ‍م | الإستنساخ|

عظة البابا خلال القداس الإلهي في مدينة الفنون والعلوم: الكنيسة لا تكف عن التذكير بأن حقيقة الكائن البشري تتأتى من كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله. لذا فإن التربية المسيحية هي التربية على الحرية ومن أجل الحرية

في 9 تموز 2006 عظة البابا خلال القداس الإلهي في مدينة الفنون والعلوم: الكنيسة لا تكف عن التذكير بأن حقيقة الكائن البشري تتأتى من كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله. لذا فإن التربية المسيحية هي التربية على الحرية ومن أجل الحرية

تحت شمس ساطعة وبحضور أكثر من مليون شخص وفي طليعتهم الأسرة المالكة احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد في فالنسيا مدينة الفنون والعلوم بالقداس الإلهي ألقى خلاله عظة تمحورت حول موضوع اللقاء العالمي الخامس للعائلات نقل الإيمان في العائلة. قال الحبر الأعظم: أشكر الله في هذه المناسبة السعيدة على نعمه الغزيرة. وإني سعيد بالاحتفال بالذبيحة الإلهية بمشاركة أساقفة وكهنة ومؤمنين وعائلات كثيرة. إن القراءات المقدسة التي استمعنا إليها تؤكد كون العائلة مدعوة إلى التعاون في نقل الإيمان.

القديس بولس يتحدث عن إيمان تيموتاوس ويقول: كلما ذكرت إيمانك الصادق الذي حل من قبل في جدتك أم أمك لوئيسا وأمك أونيسا. وأنا عارف أنه فيك أيضا. في هذا التعبير البيبلي نرى أن العائلة لا تقتصر على الوالدين والبنين إنما تشمل أيضا الأجداد ما يعني أنها جماعة أجيال وضمانة لإرث من التقاليد. لم يكتسب الإنسان لوحده معرفة الحياة. فجميعنا قبلنا الحياة وحقائقها الأساسية من آخرين وبالتالي إننا مدعوون إلى بلوغ الكمال في علاقاتنا مع الآخرين.

وإن العائلة المرتكزة إلى الزواج غير القابل للفسخ بين الرجل والمرأة تعبر عن هذا البعد في العلاقات الجماعية ومع البنين وهي الإطار حيث يمكن الإنسان أن يولد بكرامة وينمو بشكل كامل. وعلى الوالدين واجب أساسي ألا وهو تربية البنين على اكتشاف هويتهم ودمجهم في الحياة الاجتماعية وممارسة حريتهم الأدبية وقدرتهم على محبة الغير ولا سيما في لقاء الله. وينمو الأولاد بقدر ما يقبلون هذا الإرث. إن الله الخالق حاضر في أصول كل إنسان وبالتالي في أي أبوة وأمومة. ولهذا فعلى الوالدين أن يقبلوا الطفل المولود كابن لله أيضا الذي يدعوه إلى البنوة الإلهية.

وإن مبدأ فعل الخلق وكل والد ووالدة وكل عائلة يكمن في الله الذي هو أب وابن وروح قدوس. الإيمان إذا ليس إرثا ثقافيا وحسب إنما فعل مستمر لنعمة الله وبالتالي فإن الوالدين المسيحيين مدعوون إلى الشهادة لإيمانهم ورجائهم المسيحي وإلى نقل دعوة الله وبشرى المسيح السعيدة إلى أبنائهم بكل أصالتها ونقاوتها. مضى قداسة البابا إلى القول إن العائلة المسيحية تنقل الإيمان عبر تعليم البنين الصلاة والاقتراب من الأسرار المقدسة وحياة الكنيسة. وفي الثقافة الحالية غالبا ما يجري التركيز على حرية الفرد وكأني به طرفا مستقلا عن الغير ولا مسؤولية له. وهناك ميول لتنظيم الحياة الاجتماعية انطلاقا من رغبات وهمية وقابلة للتبدل بدون أي إشارة إلى حقيقة موضوعية شأن كرامة الكائن البشري وواجباته وحقوقه التي لا تمس.

وإن الكنيسة لا تكف عن التذكير بأن حقيقة الكائن البشري تتأتى من كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله. لذا فإن التربية المسيحية هي التربية على الحرية ومن أجل الحرية. إننا نفعل الخير لا كعبيد غير أحرار إنما لأننا نحمل مسؤولية أمام العالم ولأننا نحب الحقيقة والخير والله ذاته وبالتالي كل مخلوقاته. وهذه هي الحرية الحقيقية التي يقودنا إليها الروح القدس. يسوع المسيح هو الإنسان الكامل ومثال حرية البنين. إنه يعلمنا كيف ننقل محبته إلى الآخرين: كما أحبني أبي أنا أيضا أحببتكم. أثبتوا في محبتي. وفي هذا الصدد مضى البابا إلى القول يقول المجمع الفاتيكاني الثاني: أما الأزواج والوالدون المسيحيون فعليهم باتباعهم الطريق الخاص بهم أن يساعدوا بعضهم بعضا في النعمة والأمانة والحب طول حياتهم وأن يشركوا بمحبة الأولاد الذين اقتبلوهم من الله في الحقائق المسيحية والفضائل الإنجيلية. وفي ذلك يعطون للكل مثلا في الحب سخيا وثابتا ويسهمون في بنيان المحبة الأخوية ويصيرون شهودا لخصب أمنا الكنيسة ومساهمين فيه علامة وشركة المحبة التي أحب بها المسيح عروسه وبذل نفسه لأجلها.

إن الكنيسة تعلمنا احترام حقيقة الزواج غير القابل للفسخ بين الرجل والمرأة والذي هو في نهاية المطاف العائلة. لذا لا بد من دعم هذه المؤسسة من أجل الخير العام ونمو الإنسان والمجتمع وضمان كرامة الشخص البشري وحريته. وأريد في هذا السياق قال البابا أن أؤكد أهمية الدور الذي تؤديه الرابطات العائلية الكنسية من أجل الزواج والعائلة. وأدعو جميع المسيحيين إلى التعاون من أجل خدمة العائلة المدعوة إلى تحقيق هذه الأهداف. فليساعد الروح القدس الأزواج كي لا يفقدوا محبتهم وعطاءهم المتبادل وليحرك فيهم الرغبة في رؤية المسيح في بيت الآب. هذا هو النداء الذي أريد أن أطلقه من فالنسيا إلى جميع عائلات العالم.  


 


مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life Movement
Back to Home page
E-mail us: info@lilhayat.com