عظة الكردينال راتزينغر في القداس الإلهي الإثنين 18 أبريل على نيَّة انتخاب الحبر الأعظم الجديد

 

كان الكردينال جوزيف راتزينغر، قد احتفل أمس الإثنين في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بالقدَّاس الإلهي على نيّة انتخاب الحبر الأعظم الجديد، عاونه فيه الكرادلة المائة والخمسة عشرة الذين يحق لهم دخول الكونكلاف، بالإضافة إلى عدد كبير من الأساقفة والكهنة وآلاف المؤمنين الذين شاؤوا مشاركة الكنيسة هذه اللحظات الهامّة في تاريخها.

وبعد تلاوة القراءات والإنجيل المقدّس وجّه الكردينال راتزينغر عظة كرّس قسماً منها للدفاع عن عقيدة الكنيسة القويمة وأدان بشدّة "ديكتاتوريّة النسبيّة"، وقال:"أن يكون عند المرء إيمان واضح حسب ما تعلّمه الكنيسة، يُصنِّفه عالم اليوم في خانة الأصوليَّة، في ما النسبيَّة، أي السير حسب ما تمليه رياح العقائد المغلوطة يمنة ويسرة، تظهر وكأنَّها تصرَّفاً حكيمًا على مستوى متطلِّبات زماننا الحاضر". إن مقياسنا الوحيد كمؤمنين هو ابن الله، الإنسان الحقيقي. هو وحده مقياس الإنسانيّة. فالإيمان الناضج ليس اتباع آخر موضة عصرية، إنما هو الصداقة العميقة المتجذِّرة بالمسيح.

ثمَّ تحدَّث نيافته عن الرحمة الإلهيَّة التي اعتبرها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بأنَّها تضع حدًّا للشر. ويسوع المسيح هو من يجسِّد الرحمة الإلهيَّة، فلقاء يسوع يعني لقاء الرحمة الإلهيّة. رحمة الله ليست نعمة تباع في الأسواق الرّخيصة، وليست تهميشاً للشرّ، فيسوع عندما صار رحمة الله حمل في نفسه وجسده كلّ أثقال الخطيئة والشرّ الهدّام. لقد أحرق وبدّل الشرّ بآلامه، بنار حبّه المتألّم. إن انتقام الله ورحمته التقيا بموت وقيامة الرّب يسوع من بين الأموات. إنتقام الله تحوّل ألماً لأجلنا، فبقدر ما تمسّنا رحمته بقدر ما نتمكّن من الولوج متّحدين بآلامه فنصير مستعدّين لإتمام "ما نقص من آلام المسيح في أجسادنا".

على المسيحي المؤمن أن يصنع الحقيقة بالمحبّة. ففي المسيح تجتمع الحقيقة والمحبّة... المحبّة بدون حقيقة عمياء، والحقيقة بدون محبّة صنج يطن. وبعد أن تحدّث عن معنى الصداقة مع المسيح، انتقل الكردينال راتزينغر في ختام عظته للحديث عن الثمار الروحيّة الواجب على كلّ مسيحي أن يحملها إتماماً لوصية المسيح، مدفوعاً بهمّ التبشير بكلمة الإنجيل حتّى أقاصي الأرض.

وختم الكردينال راتزيغير متسائلاً:"ماذا يبقى للإنسان؟ المال! كلاّ؛ الممتلكات، الكتب، بالطبع لا... كلّ شيء سيزول عاجلاً أم آجلاً، ولكن نفس الإنسان وحدها تبقى لأنّ الله خلقها للخلود. لذا إن الثمار الوحيدة التي تبقى لنا هي ما زرعناه في نفوس الناس من محبّة وعلم وفرح بالرّب يسوع المسيح. فلنسأل الله أن يساعدنا على حمل ثمار تبقى، لتتحوّل أرضنا من وادٍ للدموع إلى جنّة الله... ولنسأله أيضاً بعد عطيته العظيمة للكنيسة بيوحنّا بولس الثاني أن يمنحها راعياً جديداً على حسب قلبه الأبوي، راعياً يقودنا إلى معرفة المسيح وإلى محبّته وفرحه الحقيقي.

http://www.oecumene.radiovaticana.org/ara/Articolo.asp?Id=34230


حركة مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page

E-mail us: info@lilhayat.com